سورة إبراهيم - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (41)} [إبراهيم: 14/ 35- 41].
تكرّرت كلمة {رَبِّ} في هذا الدعاء لإبراهيم الخليل عليه السّلام ثلاث مرات، للدلالة على الصّلة الخاصة بالله والعجز والضعف أمام الله، وشدّة الحاجة إليه.
وتكرّرت كلمة {رَبَّنا} في هذه الآيات أربع مرات لتعظيم الله وتقديسه. وكان هذا الدعاء الشامل تشريعا وتعليما، وتذكيرا من الله تعالى للمؤمنين والمشركين في مكة وغيرها بمكانة مكة والبيت الحرام فيها، وبوجوب تطهيرها من الأصنام والأوثان، وقيام ذرّية إبراهيم فيها بإقام الصلاة، والالتفات إلى تهيئة الأرزاق والثمرات فيها للانصراف للعبادة وشكر النعمة الإلهية، والله عليم بأحوال عباده كلها، السّري منها والعلني، وكانت الخاتمة طلب إجابة الدعاء، والمغفرة الشاملة لأهل الإيمان. أول صيغة هذا الدعاء: طلب إبراهيم عليه السّلام جعل مكة بلدا ذا أمان واطمئنان واستقرار لتصفو للعبادة، وكيلا يسفك فيه دم، ولا يظلم فيه أحد.
وقد أجاب الله الدعاء، فكانت مكة بلدا آمنا على الدوام للإنسان والطير، والنبات والشجر.
والطلب الثاني في هذا الدعاء: جعل العبادة خالصة لله تعالى على منهج التوحيد، واجتناب عبادة الأصنام، والأصنام هي المنحوتة على خلقة البشر، وما كان منحوتا على غير خلقة، فهي أوثان. وكانت هذه الأصنام سببا للضلال، وعرضة للإضلال والغي، وسوء الأعمال وانحدار مستوى الكرامة الإنسانية. فمن صدّق إبراهيم عليه السّلام في دينه واعتقاده وسار على منهجه في الإيمان بالله والتوحيد الخالص لله، فإنه على سنّة إبراهيم وطريقته. ومن خالفه وعصاه فهو ليس على ملّة إبراهيم، وأمره إلى الله الغفور الرحيم، وهذه شفاعة في العصاة غير الكفار.
وفي الطلب الثالث: إعلام من إبراهيم عليه السّلام أنه أسكن بعض ذرّيته عند البيت الحرام، في واد غير ذي زرع، لإقامة الصلاة، وجعله محرّما ليتمكّن أهله من العبادة، فاجعل يا ربّ بعض القلوب تحنّ إليه، وتهفو وتميل إلى رؤيته، وأمدّهم برزق الثمار الموجودة في سائر الأقطار، حتى لا يلتفتوا إلى شيء منها، ويكون ذلك عونا لهم على طاعة الله والتّفرغ لها، فيكون ذلك سببا لشكر الله على جزيل نعمته وفيض فضله ورحمته.
وإبانة لعنصر الإخلاص ضمّن إبراهيم عليه السلام دعاءه بإظهار أن ربّه عليم بقصده في دعائه، وهو التوصل إلى رضاه والإخلاص له، وأن الله يعلم بجميع أحوال العباد ومصالحهم، ويعلم بالأشياء كلها ظاهرها وباطنها لا يخفى عليه شيء منها في الأرض ولا في السماء، فلا حاجة لتحديد المطالب الجزئية، وإنما تدعو الله لإظهار العبودية لله، وبيان الافتقار لرحمته والحاجة لفضله.
والطلب الرابع في الدعاء: إظهار الحمد والشكر لله على إنعامه بولدين لإبراهيم:
إسماعيل وإسحاق، في وقت الكبر، علما بأن الله سامع الدعاء من كل داع، مجيب من تضرّع إليه.
والطلب الخامس في هذا الدعاء: التوفيق لإقامة الصلاة من إبراهيم عليه السّلام ومن ذرّيته، ورجاء إجابة هذا الدعاء كله.
والطلب السادس في دعاء إبراهيم: طلب المغفرة له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات في يوم الجزاء والحساب على الأعمال كلها خيرها وشرها، وهذا دليل المحبة لجميع أهل الإيمان.
وكل هذه الأدعية تعليم لنا بأن ندعو بها، ونداوم على التوجّه بها إلى الله ربّنا.
التّذكير بأهوال القيامة:
لا شكّ في عقيدة أهل العقل والإيمان بوجود عالم آخر بعد الدنيا، هو عالم القيامة، المشتمل على أحداث جسام وأهوال عظام، وتصفية للحساب الشامل للعباد، فيكون التذكير بيوم القيامة وما فيه من مشاهد ضرورة دينية تشريعية، ينبغي أن يشتمل القلب عليها، ويستعدّ العبد للقاء ربّه في هذا اليوم الرهيب. وهذا ما تفضّل الله ببيانه في هذه الآيات الشريفة:


{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46)} [إبراهيم: 14/ 42- 46].
هذه الآيات بجملتها فيها وعيد للظالمين، وإيناس للمظلومين. وتتضمن قرارا حتميّا بأن الله مطّلع على أعمال الظالمين الكافرين، غير غافل عنها، وإنما هو يمهلهم ويؤخرّهم للحساب على أعمالهم في الوقت المناسب، وفي اليوم الحاسم الموصوف بالصفات الآتية:
- أنه يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، أي شديد الأهوال، ومن شدّتها تظل فيه الأبصار مفتوحة، لا تطرف ولا تغمض، من شدة الفزع والحيرة والدهشة.
- ويأتي الناس فيه من قبورهم مهطعين، أي مسرعين إلى المحشر بالذّل والهوان، لشدة خجلهم من سوء الاعتقاد والأفعال والأقوال.
- ويكونون فيه أيضا مقنعي رؤوسهم، أي رافعي رؤوسهم، ينظرون في ذلّ وخشوع، ولا يلتفتون إلى شيء، كأن رؤوسهم يابسة محنّطة.
- ولا يرتدّ إليهم طرفهم، أي لا يرجع إليهم تحريك الأجفان، بل تظل أبصارهم شاخصة، مفتوحة، تديم النظر، لا يطرفون ولا يغمضون، لشدة الهول والفزع.
والمراد دوام الشخوص والنظر.
- وتكون أفئدتهم هواء، أي تصير قلوبهم خاوية خالية، لا شيء فيها من القوة، مضطربة، لكثرة الخوف. والمراد أن قلوب الكفار في يوم القيامة تكون خالية من الخواطر والآمال والسرور، لعظم الحيرة والدهشة، لما رأوه من عقاب، وما ينتظرهم من عذاب.
ثم جاء الإنذار الإلهي المقصود به تلافي الأسباب المؤدية للعذاب، ومضمونه:
وخوّف أيها النّبي الناس جميعا من أهوال عذاب القيامة، حين يأتي العذاب، ويقول الذين ظلموا أنفسهم حين معاينة العذاب هلعا واضطرابا: ربّنا ردّنا إلى الدنيا، وأمهلنا إلى وقت قريب آخر، قريب العودة إليك، نتدارك فيه ما فرّطنا في الدنيا، من إجابة دعوتك إلى التوحيد، وإخلاص العبادة لك، واتّباع رسلك فيما أرسلتهم به.
فردّ الله تعالى عليهم موبّخا: أولم تكونوا حلفتم من قبل هذه الحالة، حينما كنتم في الدنيا: أنكم إذا متم لا زوال لكم عما أنتم عليه، وأنه لا بعث ولا معاد ولا جزاء، فكنتم تنكرون القيامة والحساب، وتزعمون أنه لا انتقال لحياة أخرى.
والحال أنكم سكنتم أو أقمتم في مساكن الظالمين أنفسهم المفسدين في الأرض، ورضيتم بأفعالهم وصاحبتم الظالمين الكافرين، وسرتم مسيرتهم، ورأيتم ما فعلنا بهم من الإهلاك والعقاب لتكذيبهم وجحودهم وصدودهم عن دعوة الحق، وعاينتم آثار عذابهم، وضربنا لكم الأمثال والعبر، وهو أن الله قادر على الإعادة، كما قدر على ابتداء الخلق، وهو قادر على العذاب المؤجل، كما قدر على العقاب المعجّل، ولكنكم لم تتعظوا ولم تعتبروا.
والحال أيضا أنه لم تتغير حالكم عن حال من سبقكم، فإنهم مكروا مكرهم جهد طاقتهم في إبطال الحق وتقرير الباطل ومعارضة الرّسل، وعند الله العلم بمكرهم وتدبيرهم، وأن الله سيجازيهم على مكرهم، الجزاء العادل، والحساب الشديد، وإن كان مكرهم شديدا، أي كافيا لتذهب به عظائم الأمور، ويصلح لزحزحة الجبال عن أماكنها. ومعنى الآية: تعظيم مكرهم وشدته.
الجزاء العادل يوم القيامة:
إن وجود يوم القيامة من أجل إقامة الحق المطلق والعدل الشامل، فإذا تشكك المشككون بوجود هذا اليوم، فإنهم مخطئون لأنهم يعارضون الحقيقة، ويصادمون الحكم العقلي الصائب في أنه لابد من يوم يتحقق فيه التناصف، فيعاقب الظالم وينتصف المظلوم، لذا أنذر الله تعالى الناس قاطبة بهذا اليوم الذي ينتظرهم، ليجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، وهو يوم تتغير فيه معالم السماوات والأرض. قال الله تعالى واصفا هذا اليوم:


{فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (49) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)} [إبراهيم: 14/ 47- 52].
هذه الآيات تثبيت للنّبي صلّى اللّه عليه وسلّم ولغيره من أمّته، ولم يكن النّبي ممن يحسب مثل هذا، ولكن خرجت العبارة هكذا لأن النّبي قائد الأمة، فيبدأ بخطابه. والمراد بها الزجر واستئصال الشّك في مجيء القيامة. والمعنى: لا تظنّن أيها الرسول أن الله مخلف رسله وعده، بل هو منجز لهم ما وعدهم به. ويراد بهذا الخبر زرع الثقة بوعد الله بنصر المؤمنين وتعذيب الظالمين، كما جاء في آية أخرى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)} [المجادلة: 58/ 21]. وبعبارة أخرى: لا تحسب يا محمد- أنت ومن اعتبر بالأمر من أمّتك- وغيرها أن الله لا ينجز وعده في نصر رسله، وإظهارهم على أعدائهم، ومعاقبة من كفر بهم في الدنيا والآخرة، فإن الله عزيز قوي لا يمتنع منه شيء، ذو انتقام من الكفرة، ولا سبيل إلى عفوه عنهم.
ثم أخبر الله تعالى عن وقت انتقامه من أعدائه، وهو اليوم الذي تبدّل فيه الأرض غير الأرض، فتصبح على غير الصفة المألوفة، وتبدل أيضا السماوات غير السماوات. أما الأرض الحالية فتصبح كالدخان المنتشر، وأما السماوات فتتبدّد وتزول كواكبها وشمسها وقمرها، وتسقط وتتلاشى. وفي ذلك اليوم يبرز الناس في فضاء واحد، وتخرج الخلائق جميعها من القبور، انتظارا لحكم الله الواحد، الذي قهر كل شيء وغلبه، كما في آية أخرى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 40/ 16]. وفي هذا تهويل وتخويف.
ولما وصف الله تعالى ذاته بكونه قهارا، وصف عجز الناس أمامه، وذكر من صفاتهم:
- كون المجرمين مقرنين في الأصفاد، أي جعل الذين أجرموا بكفرهم وفسادهم مقيّدين بعضهم إلى بعض في الأغلال أو القيود، يجمع الله بين النظراء المتماثلين في الجرم، كل صنف مع نظيره.
- وسرابيلهم من قطران، أي قمصهم وثيابهم وجلود أهل النار تطلي بالقطران، حتى تصبح الجلود كالسرابيل.
- وتغشى وجوههم النار، أي تحيط النار بأجسادهم. وإنما ذكرت الوجوه لأنها أشرف الأعضاء وأعزّها.
وأنفذ على المجرمين هذا العقاب، ليكون في ذلك جزاء المسيء على إساءته، ويجازى المحسن أيضا بإحسانه خيرا. وفي هذا عدل تام، حيث يجازى كل شخص بما يليق بعمله وكسبه من خير أو شرّ، كما في قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النّجم: 53/ 31].
والله سريع الحساب، يحاسب جميع العباد بسرعة فائقة، وذلك في قدر نصف نهار من أيام الدنيا، كما جاء في الحديث لأن الله تعالى محيط علمه بدقيق أمور الخلائق وجليلها، لا إله غيره.
قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف يحاسب الله العباد في وقت واحد مع كثرتهم؟ قال: كما يرزقهم في وقت واحد.
هذا القرآن والوعيد الذي تضمنه: تبليغ للناس وكفاية في الموعظة، ومعنى الآية: {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ}: هذا ذو بلاغ للناس، وهو ليكون منذرا للناس بالعقاب، ومحذّرا من العذاب، وليستدلّوا بما في القرآن من حجج ودلالات على أنه لا إله إلا هو، وليتذكر ويتّعظ به ذوو العقول، فيكون لهذا البلاغ ثلاث فوائد: وهي التخويف من عذاب الله، والاستدلال به على وجود الخالق ووحدانيته، والاتعاظ به وإصلاح شؤون الإنسان. سئل بعضهم: هل لكتاب الله عنوان؟ فقال: نعم، قيل: وأين هو؟
قال: قوله تعالى: {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)} [إبراهيم: 14/ 52].

1 | 2 | 3 | 4